الخميس، ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أخبار لبنان

عون من بعبدا: التفاوض خيار لبنان الوحيد… ولا مكان للغة الحرب بعد اليوم وأنا لا أمارس السياسة بل أقود دولة.. ولبنان ليس ملكاً لأحد

عون من بعبدا: التفاوض خيار لبنان الوحيد… ولا مكان للغة الحرب بعد اليوم وأنا لا أمارس السياسة بل أقود دولة.. ولبنان ليس ملكاً لأحد
عون من بعبدا: التفاوض خيار لبنان الوحيد… ولا مكان للغة الحرب بعد اليوم وأنا لا أمارس السياسة بل أقود دولة.. ولبنان ليس ملكاً لأحد

شهد قصر بعبدا يوماً حافلاً باللقاءات الوزارية والديبلوماسية والروحية، ترأس خلاله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون سلسلة اجتماعات تناولت الأوضاع الوطنية العامة، في مقدمها الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الجنوب، ومسار الإصلاحات الاقتصادية والإدارية، إضافة إلى القضايا الاجتماعية والإنمائية.

عون لوفد آل خليل: الحوار طريق الخلاص.. والتفاوض لا يكون إلا مع العدو

أكد الرئيس عون، خلال استقباله وفداً من عائلة خليل برئاسة المحامي أنطوان سامي خليل، أن “ليس أمام لبنان إلا خيار التفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق أو حليف، بل مع عدو، لأن لغة التفاوض أقوى من لغة الحرب التي لم تجلب سوى الدمار”.

وشدد على أن “مصلحة لبنان يجب أن تكون فوق كل اعتبار، وأن التفكير بمصلحة الوطن في كل المستويات – السياسية والدينية والأمنية والقضائية – كفيل بإزالة الأسباب الجذرية للأزمات التي عاشها البلد”.

وفي معرض حديثه، أوضح الرئيس عون أن “الحكومة تعمل بجدّ على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وقد سجلت مؤشرات اقتصادية إيجابية لامست نسبة نمو متوقعة تصل إلى 5% حتى نهاية العام، بشهادة المؤسسات الإحصائية الدولية”.

وأضاف: “حققنا خلال هذا العام تقدماً نوعياً في التعيينات القضائية والديبلوماسية والمصرفية والأمنية، إلى جانب قانون الفجوة المالية والإصلاحات الاقتصادية، لكننا نواجه حملة تشويه ممنهجة تستهدف الإنجازات”.

وتابع قائلاً: “أنا لا أعمل في السياسة، بل أنا رجل دولة. البعض يعتبر لبنان ملكاً له، أما أنا فأعتبر نفسي ملكاً للبنان. وُجدت في هذا الموقع لأخدم الشعب لا ليخدمني أحد”.

وتطرق الرئيس عون إلى ملف العلاقات اللبنانية – السورية، فأشار إلى أن “النوايا الجدية متبادلة، والعمل جارٍ لتشكيل لجان مشتركة لترسيم الحدود وعودة النازحين، مع ضرورة تحمّل اللبنانيين مسؤولياتهم في تنظيم اليد العاملة”.

في الشأن الإقليمي: السلام هدفٌ لا ضعف

وفي سياق الحديث عن المفاوضات مع إسرائيل، شدد رئيس الجمهورية على أن “نهاية كل حرب هي التفاوض، وهذه قاعدة دولية لا مفر منها، ولذا فإن لبنان يعتمد الديبلوماسية والعقلانية بالتوازي مع الموقف الوطني الثابت”.

ولفت إلى أن “الوضع العام يسير نحو مزيد من الاستقرار، والدليل المؤتمرات الدولية المزمع عقدها في لبنان، إضافة إلى الزيارة المرتقبة للبابا لاون، ما يعكس ثقة المجتمع الدولي ببلدنا”.

وختم قائلاً: “لدينا فرص كثيرة يجب استثمارها، والمسؤولية مشتركة بين الجميع، ولن ننهض ما دمنا عالقين في الزواريب الطائفية والمذهبية التي دمرت لبنان”.

شحادة من بعبدا: تقدم في عمل وزارة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

وزارياً، عرض وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي الدكتور كمال شحادة على رئيس الجمهورية التقدم المحقق في عمل الوزارة، طالباً دعمه لتسريع تنفيذ المهام الموكلة إليها في إطار التحول الرقمي والإدارة الحديثة.

لقاء مع المنسقة الأممية: بحث الوضع في الجنوب

ديبلوماسياً، التقى الرئيس عون منسقة الأمم المتحدة في لبنان السفيرة جانين بلاسخارت، حيث تم بحث الأوضاع في الجنوب في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، والاتصالات الجارية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

محفوظ من بعبدا: تنظيم الإعلام الإلكتروني ومتابعة الملفات المرئية والمسموعة

كما استقبل رئيس الجمهورية رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، واطلع منه على عمل المجلس مع المؤسسات الإعلامية، وواقع المواقع الإلكترونية في ضوء الحاجة إلى تنظيم قانوني عصري يحفظ حرية التعبير والمسؤولية المهنية.

لقاء روحي – إنمائي

روحياً، استقبل الرئيس عون راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميخائيل فرحا، يرافقه الأرشمندريت مروان معلوف والرئيسة العامة لراهبات سيدة الخدمة الصالحة الأم جوسلين جمعة، حيث عرضت الأوضاع الاجتماعية والنشاطات الرعوية في البقاع، وشكر المطران فرحا الرئيس على لفتته بإيفاد ممثل عنه لحفل سيامته.

عون لعائلة إيليو أبو حنا: العدالة ستأخذ مجراها حتى النهاية

وفي ختام اللقاءات، استقبل الرئيس عون عائلة الشاب إيليو أبو حنا الذي قضى برصاص مسلحين في مخيم شاتيلا، بحضور النائب السابق زياد أسود.

وأعرب الرئيس عن تضامنه العميق مع العائلة، مؤكداً أن “التحقيقات مستمرة حتى النهاية، ولا تهاون مع المحرضين أو المنفذين”، مشيراً إلى “وجود ستة موقوفين لدى مديرية المخابرات والبحث جارٍ عن آخرين متورطين في الجريمة”.

وقال الرئيس عون: “كم هو عميق الجرح الذي أصابكم، لكن ثقتكم بالجيش والقضاء مبرّرة، لأن العدالة ستتحقق ولن يُسمح للفلتان الأمني بالاستمرار”.

وشكرت العائلة رئيس الجمهورية على متابعته المباشرة للقضية واهتمامه الدائم بها، مؤكدة ثقتها بالمؤسسات الأمنية والقضائية للوصول إلى الحقيقة كاملة.