السبت، ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
وجدانيات

نور التسامح الإنساني

سماح مطر
نور التسامح الإنساني
نور التسامح الإنساني

التسامحُ ليس نسيانًا، بل تذكُّرٌ دون ألم، هو صفاءُ الروح بعد عاصفةٍ من الغضب، وهدوءُ القلب بعدما أرهقته الضغائن.


أن تسامح يعني أن تُعيد لنفسك اتّزانها، أن تُعيد ترتيب النور في داخلك بعدما أظلمته الإساءة. فالمتسامح لا ينسى، لكنه يختار ألّا يُثقل قلبه بالحقد، لأنّ الحقد نارٌ تأكل صاحبها قبل أن تمسّ عدوّه.

التسامح هو أن تفهم أنّ كل إنسان يحمل جراحه، وأنّ الخطأ جزء من رحلة النضوج الإنساني. هو أن تمدّ يدك رغم الجرح، وتبصر في الآخر بقايا خيرٍ تستحق فرصة.

التسامح ليس ضعفًا كما يظن البعض، بل هو قمّة القوة حين تختار أن تسمو فوق جراحك.


هو أن تملك القدرة على الردّ، فتختار الصمت رحمة، وأن ترى في أخطاء الآخرين انعكاسًا لضعفٍ بشري يشبه ضعفك.


التسامح هو حكمة القلوب الكبيرة، التي تدرك أن الكراهية تُثقِل الروح، بينما الغفران يحرّرها.

من يُسامح لا يُهين نفسه، بل يُعلن انتصاره عليها. فالقوة الحقيقية ليست في الانتقام، بل في القدرة على العفو حين يكون الانتقام ممكنًا.


تسامح، ليس لأنّهم يستحقون الصفح، بل لأنّك تستحقّ أن تنام وقلبك نقيّ كسماءٍ بعد المطر.

بقلم : سماح مطر