السبت، ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أخبار لبنانسياسيه

جعجع: سلاح حزب الله يُبقي لبنان عالقًا… والحلّ بالعودة إلى اتفاق الهدنة والانفتاح على العالم العربي

جعجع: سلاح حزب الله يُبقي لبنان عالقًا… والحلّ بالعودة إلى اتفاق الهدنة والانفتاح على العالم العربي
جعجع: سلاح حزب الله يُبقي لبنان عالقًا… والحلّ بالعودة إلى اتفاق الهدنة والانفتاح على العالم العربي

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنّ مستقبل لبنان يجب ألّا يبقى محصورًا بين خيارَي الحرب الأهلية أو حرب إسرائيلية جديدة، مشدّدًا على ضرورة استعادة الدولة قرارها السيادي ووضع السلاح تحت سلطتها الكاملة.

صورة المقالة

كلام جعجع جاء في مقابلة مع صحيفة "ذا ناشيونال" تناولت ملفات سلاح حزب الله والعلاقات اللبنانية – السورية، ودور لبنان الإقليمي، واتفاق هدنة محتمل مع إسرائيل. وانتقد جعجع ما وصفه بـ"غياب الإرادة السياسية الجدية في ملف السلاح"، معتبرًا أنّ الحكومة الحالية "تفتقر إلى التصميم والوضوح والمثابرة"، مستثنيًا من ذلك وزراء "القوات اللبنانية" وعددًا محدودًا من الوزراء الآخرين الذين "ما زالوا متمسكين بمسار الدولة".

وأشار جعجع إلى أنّ المرحلة التي أعقبت انتخاب الرئيس جوزيف عون وتكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة كانت تحمل "إرادة سياسية واضحة" تمثّلت في التعهّد بحصر السلاح بيد الدولة، إلا أنّ الحكومة – بحسب قوله – "لم تُترجم قراراتها على الأرض ولم تواجه رفض حزب الله لتلك الخطوة كما يجب".

صورة المقالة

وفيما رأى أنّ "لبنان سيبقى عالقًا حتى يغرق ما لم يُسلّم حزب الله سلاحه وتُفعّل الدولة علاقاتها مع الولايات المتحدة ودول الخليج"، حذّر جعجع من تخلّف لبنان عن ركب المنطقة التي تتغيّر بسرعة، منتقدًا حالة الجمود والمناكفات الداخلية التي تعيق الإصلاح والاندماج في المحيط العربي والدولي.

وأضاف: "في الوقت الذي يجتمع فيه رئيس سوريا في البيت الأبيض، يزور رئيس لبنان بلغاريا… مع كامل الاحترام لبلغاريا، لكنّ الفارق في التأثير واضح"، لافتًا إلى أنّ لبنان يتأخر استراتيجيًا بينما تتقدّم المنطقة نحو تحالفات جديدة.

وفي ما يتعلّق بملف التفاوض مع إسرائيل، دعا جعجع إلى مفاوضات غير مباشرة لحلّ الملفات العالقة، من ترسيم الحدود إلى الأسرى اللبنانيين، متسائلًا عن طبيعة هذه المفاوضات ومضمونها قائلاً: "لا يمكن الحكم على مفاوضات مجهولة الشكل والمضمون".

أما عن رؤيته للحلّ النهائي، فاعتبر أنّ العودة إلى اتفاق الهدنة المبرم عام 1949 تمثّل المخرج الأنسب لإنهاء حالة الصراع، مستشهدًا بمرحلة الاستقرار النسبي التي عاشها لبنان في الخمسينيات والستينيات قبل أن تتحوّل أراضيه إلى ساحة نزاع مفتوح منذ بروز الفصائل الفلسطينية ثم حزب الله.

وفي الشقّ السوري، أشار جعجع إلى أنّ لبنان وسوريا يسعيان لفتح صفحة جديدة بعد سقوط نظام الأسد، معربًا عن أمله في أن "تسير الأمور نحو فهم أفضل وأكثر توازنًا".

واختتم جعجع حديثه بالتأكيد على أنّ الربح الحقيقي في السياسة وليس في السلاح، قائلاً: "المكاسب العسكرية يمكن أن تضيع في لحظة، أما المكاسب السياسية فلا تُسلب، وعلى حزب الله أن يتحوّل إلى العمل السياسي الحقيقي لأنّ جناحه العسكري لن يجلب سوى الدمار".