الخميس، ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أخبار لبنانبيئة

اليوم الوطني للبيئة: مناسبة لتجديد الالتزام بحماية ما تبقّى من وطننا الأخضر

صحافة وطن
اليوم الوطني للبيئة: مناسبة لتجديد الالتزام بحماية ما تبقّى من وطننا الأخضر
اليوم الوطني للبيئة: مناسبة لتجديد الالتزام بحماية ما تبقّى من وطننا الأخضر

يشكّل اليوم الوطني للبيئة الذي يصادف في 16 تشرين الثاني، محطة سنوية للتوقف أمام واقعٍ لم يعد يحتمل التأجيل، وجرس إنذار يذكّر اللبنانيين بأنّ البيئة ليست ترفًا، بل شرطًا أساسيًا لبقاء الحياة وصون الصحة العامة واستدامة الاقتصاد المحلي. ففي بلدٍ يملك واحداً من أغنى الأنظمة البيئية في المنطقة، تتوالى التحديات من تلوّث الهواء والمياه، إلى تراجع الغطاء الأخضر، مرورًا بالأزمات المتراكمة في إدارة النفايات وتغيّر المناخ.

أزمة بيئية متفاقمة

تواجه البيئة في لبنان مسارًا انحداريًا منذ سنوات، مع غياب سياسات واضحة للإدارة المستدامة للموارد الطبيعية. نفايات متكدّسة، أنهار ملوّثة، تعدّيات على الشواطئ والأحراج، وانحسار مستمر في المساحات الحرجية بسبب الحرائق المتكررة والقطع العشوائي. هذه الوقائع ليست مجرد أرقام، بل انعكاسات مباشرة على صحة المواطنين وعلى الأمن الغذائي والاقتصادي.

فرصة لإعادة بناء الوعي البيئي

يشكّل اليوم الوطني للبيئة فرصة لإحياء ثقافة المسؤولية الفردية والجماعية. فالتغيير يبدأ من السلوك اليومي:

ترشيد استخدام المياه والطاقة

فرز النفايات من المصدر
المحافظة على المساحات الخضراء
دعم المبادرات البيئية المحلية
الحفاظ على الموائل البيئية الطبيعية
احترام قوانين حماية الطبيعة ومنع التعديات

هذه الخطوات الصغيرة تُحدث أثرًا كبيرًا عندما تتحوّل إلى ثقافة عامة في المجتمع خصوصًا في ظل غياب سلطة ردعية فاعلة في كثير من الأحيان.

البيئة ركيزة للتنمية

لا يمكن للبنان أن يبني مستقبلًا اقتصاديًا واعداً، وسياحيًا أو زراعيًا، من دون إدارة رشيدة لموارده الطبيعية. والبيئة السليمة ليست رفاهية، بل محرّك إنتاج:


النهر النظيف أساس للزراعة
الغابة مورد سياحي
الساحل النظيف قيمة اقتصادية
والهواء النقي حق أساسي للمواطن.

الدولة أمام مسؤولياتها

تتجدّد الدعوة إلى وضع خطط واضحة وقابلة للتنفيذ تشمل:

استراتيجية وطنية لإدارة النفايات
حماية الغابات وتفعيل فرق الإطفاء
وقف التعديات على الأملاك العامة البحرية
تحديث القوانين البيئية وتطبيقها بحزم
دعم مبادرات الطاقة المتجددة

حماية البيئة ليست مجرد شعار، بل التزام وطني جامع، يتطلب إرادة سياسية ووعيًا مجتمعيًا واسعًا.

بمناسبة اليوم الوطني للبيئة، تبدو الرسالة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى:

الطبيعة ليست ملكًا لجيل واحد، بل إرث نتشاركه جميعًا ومسؤولية نتركها للأجيال المقبلة. وبين ما نملكه من جمالٍ طبيعي وما نخسره كل يوم، تبقى البيئة البوصلة التي يجب أن توحّد اللبنانيين حول رؤية وطنٍ نظيف، سليم، قابل للحياة والتجدد.


صحافة وطن