الخميس، ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أخبار لبنانمتفرقات

كرامي من سيدني: “لبنان ينهض بالتعليم… والأمل هو جوهر إنسانيّتنا وهويّتنا”

كرامي من سيدني: “لبنان ينهض بالتعليم… والأمل هو جوهر إنسانيّتنا وهويّتنا”
كرامي من سيدني: “لبنان ينهض بالتعليم… والأمل هو جوهر إنسانيّتنا وهويّتنا”

شدّدت وزيرة التربية والتعليم العالي في لبنان ريما كرامي خلال احتفالٍ تربويّ مهيب في جامعة سيدني على أنّ “التعليم هو الركيزة الأولى لنهضة لبنان ووحدته الوطنية”، مؤكدة أنّ لبنان، رغم أزماته، ما زال يجسّد جوهر التعليم القائم على الأمل والتنوّع والإنسانيّة.

كلام كرامي جاء خلال مشاركتها في الحفل السنوي الذي أقامته المؤسسة اللبنانية – الأوسترالية (ALF) برئاسة البروفيسورة فاديا غصين، بحضور حشدٍ من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية والاجتماعية اللبنانية والأوسترالية، والنائب ميشال معوّض، وممثل رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور عماد بعلبكي.

الاحتفال الذي قدّمه الإعلامي أندرو كوري (Andrew Coorey)، تخلله عروض موسيقية قدّمتها الفنانة منال نعمة، وتوزيع جوائز التميّز والمنح الدراسية لعام 2025 على مجموعة من الطلاب المتفوّقين، في أجواءٍ احتفالية جسّدت عمق الروابط التربوية والثقافية بين لبنان وأوستراليا.

في كلمتها، نوّهت كرامي بدور المؤسسة اللبنانية الأوسترالية في تمكين الشباب ودعم التعليم، معتبرة أنّ الاستثمار في الإنسان هو “الاستثمار الأجدى لمستقبل لبنان”. ودعت إلى تعزيز التعاون الأكاديمي بين لبنان والاغتراب، وإلى “احتضان الذكاء الاصطناعي كأداة للنهوض لا للخوف”، مؤكدة أنّ التعليم يجب أن يكون “نموذجًا حيًّا للتعايش والمواطنة العالمية، ومجتمع رعاية وإنسانية قبل أن يكون مجرّد قاعة دراسة”.

كما استعرضت الوزيرة رؤية التربية 2030 في لبنان، الهادفة إلى تحويل الأزمات إلى فرص من خلال سبعة محاور رئيسية تشمل: جودة التعليم، سلامة الطلاب، التحوّل الرقمي، القيادة التشاركية، الشراكة مع المجتمع، البحث العلمي، والمساواة في فرص التعليم من الشمال إلى الجنوب.

وخاطبت كرامي أبناء الجالية اللبنانية في أوستراليا قائلة:

“نجاحاتكم دليل على أن التعليم اللبناني يثمر أينما وُجد، وأن الأمل باقٍ ما دمتم أنتم تحملون اسم لبنان في العلم والإبداع.”

وأضافت: “ربما سيقول طفل في عكار يدرس على ضوء شمعة، أو معلّم في زحلة يقود نادياً للروبوتات، يومًا ما: شخص في سيدني آمن بي.”

بدورها، رحّبت البروفيسورة فاديا غصين بالحضور، مثنيةً على التعاون الوثيق بين جامعة سيدني والمؤسسة اللبنانية الأوسترالية، ومؤكدة أنّ “التطور التكنولوجي، رغم المخاوف، يبقى فرصةً لتجديد الإبداع الإنساني”. كما حيّت نائبة رئيس جامعة سيدني جوان رايت على دعمها المتواصل لبرامج التعليم والبحث.

من جهته، تحدّث النائب ميشال معوّض عن أهمية التعليم في حماية هوية لبنان، محذرًا من “زوال الطبقة الوسطى التي شكّلت قلب لبنان النابض”، مشيرًا إلى أنّ “خسارة معركة التعليم تعني خسارة روح لبنان نفسها”.

أما الدكتور عماد بعلبكي، نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، فنقل تحيات الرئيس فضل خوري، مشددًا على “أهمية التعليم في بناء التماسك الاجتماعي وصناعة الفرص”، لافتًا إلى مبادرات الجامعة الحديثة في كلية الحوسبة وعلوم البيانات وحرم AUB Mediterraneo في قبرص.

واختتم الحفل بتكريم عددٍ من الرياضيين والطلاب المتميّزين، وتوزيع منح المؤسسة اللبنانية – الأوسترالية على الفائزين، في مشهدٍ جسّد حضور لبنان الثقافي والتربوي في المهجر، رغم كل التحديات.

وختمت كرامي كلمتها بالقول:

“لبنان يعيش في قلوب كثيرة حول العالم، ومعًا سنعيد صياغة نموذجٍ تربويٍّ يعكس حقيقتنا: شعب العلم والشجاعة والأمل.”