الخميس، ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أخبار لبنانسياسيه

نواف سلام: نعمل لإعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم... ولا إصلاح من دون مساءلة وسيادة كاملة

نواف سلام: نعمل لإعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم... ولا إصلاح من دون مساءلة وسيادة كاملة
نواف سلام: نعمل لإعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم... ولا إصلاح من دون مساءلة وسيادة كاملة

تحدث رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بصراحة ووضوح عن التحديات التي تواجه حكومته، عبر قناة الـ LBC كاشفًا عن رؤيته للإصلاح، السيادة، والعلاقة مع مختلف الأفرقاء السياسيين.

أكد سلام أن تعيينات الحكومة الأخيرة جاءت "جيدة بمعظمها" رغم الصعوبات التي واجهتها بسبب التركيبة الطائفية المعقدة للمراكز الإدارية، مشيرًا إلى أنه كان يفضل اعتماد مبدأ المداورة بشكل أوسع، ومعلنًا استعداده للدفاع عن خيارات حكومته.

وأضاف سلام أن أخطر ما يواجه الحكومة هو ثقل العادات السياسية الراسخة وصعوبة كسرها، موضحًا: "أدرك أن التغيير ليس سهلاً، لكن لا يمكن للبنان أن ينهض من دون إصلاح جذري وشامل."

وتطرق رئيس الحكومة إلى الملف السيادي والاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدًا أن موقف الحكومة موحد حول ضرورة إنهاء الاحتلال وتسليم الأسرى، ومشدّدًا على التزام لبنان بالقرار الدولي 1701 وحقه في الدفاع عن نفسه، قائلاً: "الدولة ذات السيادة فيها جيش واحد وقانون واحد يُطبّق على الجميع، ولن أساوم على هذا المبدأ."

وفي الشق الداخلي، أوضح سلام أن حكومته لم تقتصر على ملف السلاح، بل أطلقت ورشة إصلاح مالية واقتصادية واسعة منذ اليوم الأول، معتبراً أن الإصلاحات وحدها لا تكفي من دون استقرار أمني يضمن عودة الاستثمارات. وقال: "تحويل شعار حصرية السلاح إلى واقع تنفيذي هو المدخل الحقيقي للنهوض الاقتصادي."

وفي ردّه على بعض الانتقادات المتعلقة بملف مغارة جعيتا، شدد سلام على أن الخطأ ليس في الوزارة بل في الجهة المشغّلة التي لم تلتزم الأصول القانونية، مؤكداً أن الحكومة اتخذت الإجراءات اللازمة، ومضيفاً: "من لا يخطئ هو من لا يعمل، والمهم هو التصحيح والمحاسبة."

سلام، الذي وصف نفسه بأنه "رجل لا يملك مصرفًا ولا حزبًا ولا ميليشيا"، اعتبر أن رأس ماله الحقيقي هو ثقة الناس، مؤكدًا أن الأزمة الأساسية في لبنان هي فقدان الثقة بين الدولة والمواطنين.

وفي ما يتعلق بالجنوب، قال رئيس الحكومة إن أولى زياراته بعد تشكيل الحكومة كانت إلى الجنوب المتضرر من العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه يسعى لحشد التمويل لإعادة الإعمار، ومضيفًا: "من يملك طريقة أفضل فليقدّمها، فأنا لست المسؤول عن الدمار بل أعمل لإعادة الحياة."

كما شدد على أنه لن يرضخ للتهويل بالحرب الأهلية، قائلاً بحزم: "الجميع تلوع من الحروب، ولن أقبل بالعودة إليها. وإذا كان تطبيق القانون عنادًا، فأنا عنيد."

وعن علاقته برئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، أوضح سلام أن التعاون بينهما قائم رغم بعض الاختلافات، مضيفًا: "نحن متفاهمان ونعمل بتوجه واحد، ولسنا في الاتحاد السوفياتي كي لا نختلف."
أما عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، فقال: "أعرف الرئيس بري منذ زمن، وهناك أمور نتفق عليها وأخرى نختلف فيها، ولا أريد العودة إلى تجربة الترويكا."

وفي ختام المقابلة، أكد سلام أن التحضير للانتخابات النيابية قد بدأ، وأن جزءًا من مصداقية العهد يكمن في إجرائها بموعدها وبأعلى درجات الشفافية. كما أشار إلى أن أكثر ما أثّر فيه خلال جولاته الميدانية هو حجم الدمار في الجنوب ومعاناة العائلات الفقيرة، خصوصًا خلال زيارته الأخيرة مع الوزيرة حنين السيد ضمن برامج الدعم الاجتماعي.

وختم بالقول: "تلقيت تحذيرات أمنية في الماضي والحاضر، لكنني لا أعيش في الخوف. لبنان يستحق أن نحلم له بدولة حقيقية، فيها عدالة، مساءلة، وسيادة واحدة."