الثلاثاء، ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أخبار لبنان

رسالة من الإعلامي ريكاردو شدياق إلى البابا لاون الرابع عشر عشيّة زيارته لبنان.

منذ 2 يوم
رسالة من الإعلامي ريكاردو شدياق  إلى البابا لاون الرابع عشر عشيّة زيارته لبنان.
رسالة من الإعلامي ريكاردو شدياق إلى البابا لاون الرابع عشر عشيّة زيارته لبنان.

قداسة البابا،

لا أفكّر مرتين بما أكتبه في هذه السطور لأنّ الوضع في لبنان أسوأ ممّا تعلمون عنه... بكثير، لأنّ هناك مَن يتعمّد إخفاء الحقائق معتقدين أنّ "الشجرة بتوصل عند ربها".
كنيستُنا في لبنان في حالة سيّئة. كنيستُنا بعيدة، وأبعد ما يكون، عن الفقراء، وعن العائلات، وعن الشباب الذي يكدح ليلاً نهاراًليؤسّسعائلةً، وعبثاً يحاول.


كنيستُكم في لبنان يسيطر عليها الطمع بالسلطة، والتمسّك بها، والمال والنفوذ، وهناك مَن يُريد أن يرث حجر الكنيسة ليبقى له مدى الحياة. وهنا الفساد الأكبر يا قداسة البابا. هنا.


اللبنانيون، والمسيحيون على وجه الخصوص، يُريدون أن يوصلوا إليكم حقيقة الوضع الشاذ، لكنّهم غير واثقينبالمخوّلينلإيصال الرسالة، لأنّ الكذب والإحتياليسيطران على الممسكينبالمفاتيح في لبنان.

ستأتون، قداسة البابا، إلى دولةٍ يسيطر فيها مَن يملك المال على المواطن الذي ينتهي راتبه مطلع الشهر. ستأتون إلى دولةٍ انتخاباتها النيابية لن تكون حرّة بما فيه الكفاية لأنّ ديناصورات المال تتحكّمبالمزاج العام ولن تسمح للمرشّحين الأحرار، الذين يحملون مشاريع تغييريّة، بخوضالإستحقاق كما يجب، ولا بالوصول إلى مجلس النواب في ظلّ قانون إنتخابيّ ظالم لم تشهده دول العالم الثالث.

قداسة البابا،

اللبنانيون، مسيحيين ومسلمين، يريدون السلام لأنّهم سبق ودفعوا ثمنه وحان الوقت. يريدون السلام وإنهاء الصراعات لمرّة واحدة وكفى. وليس فقط مع إسرائيل. يريدون لبنان مساحة جغرافية مستقلّة، محايدة عن الصراعات والحروب كافّةً. يريدونه مساحة ضرورية للسلام في المنطقة والعالم.

المسيحيون يُريدونسلاماً يسمح لهم بالصلاة في كنيسة المهد في أورشليم، والمسلمون يريدون سلاماً يسمح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى.

الأمور بحاجة إلى جرأة فوق العادة. وهو ما لم نرَه في لبنان حتى الآن. نثق أنّ كلمتَكم أمام المسؤولين اللبنانيين في هذه الزيارة قادرة على قلب الأمور رأساً على عقب.


نثق أنّكم لن تزوروا لبنان لثلاثة أيّاملتغادروا بعدها من دون نتائج، لأن هذا الحدث قادرٌ على إدخالنا في لبنان جديد، موحَّد السلاح، بقياداتحزبيّةومستقلّة جديدة، بنظام سياسيّ جديد، ومن دون مَن تبقّى من المنظومة التي خربت البلد وتحاول اليوم الحفاظ على الحد الأدنى من المكتسباتلتوريث أبنائها.

البابا لاون، أتحدّث إليكم بإسم الآلاف وربّما أكثر: الفساد يغطّي الفساد في لبنان، والخوف من الحقيقة يغطّي الخوف من الحقيقة، والشواذيغطّيالشواذ، والسارقيغطّي السارق، والقاتليغطّي القاتل.


لذا، يا بابا روما، وجودُك في بيروت، وبعبدا، وبكركي، وحريصا، وعنايا، وجل الديب، ومرفأ بيروت، وساحة الشهداء، والواجهة البحرية... قادرٌ على إحداث صدمة لا ينساها الكبير والصغير في لبنان.

ننتظركم. ننتظر كلمةً منكم تضمن اهتزاز الضمائر.

ريكاردو الشدياق.