الخميس، ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أخبار لبنان

المقعد السني في الشوف... مفترق التحالفات بين جنبلاط و"المستقبل"

المقعد السني في الشوف... مفترق التحالفات بين جنبلاط و"المستقبل"
المقعد السني في الشوف... مفترق التحالفات بين جنبلاط و"المستقبل"

تستعد الساحة الانتخابية في دائرة الشوف – عاليه لمعركةٍ مبكرة تتجاوز حدود المنافسة التقليدية، إذ بدأت الكتل السياسية في إقليم الخروب برسم معالم المواجهة المرتقبة في استحقاق عام 2026، حيث يتقاطع فيها الحساب المحلي بالحساب الوطني، وتتحرك القوى الكبرى بهدوءٍ مدروس نحو إعادة التموضع.

ففي هذه الدائرة الحساسة، تبرز أسماء وأحزاب ذات ثقل تاريخي: الحزب التقدّمي الاشتراكي، القوات اللبنانية، تيار المستقبل، التيار الوطني الحر، والجماعة الإسلامية، فيما يقتصر حضور الثنائي الشيعي على الاقتراع من دون ترشيحات مباشرة.

حتى اللحظة، يبدو أن التحالف بين "الاشتراكي" و"القوات" في طريقه إلى الثبات، بينما تبقى مشاركة "تيار المستقبل" العامل الأكثر غموضاً وتأثيراً في آن، خصوصاً أن أي قرار يصدر عن الرئيس سعد الحريري سيحدد موازين القوى في الشوف وإقليم الخروب.

المعادلة الانتخابية: مقعدان سنيان وحسابات دقيقة

المقعد السني الثاني في الشوف – عاليه يُعدّ محور التجاذب الأساسي، خصوصاً بعد تثبيت الحزب التقدّمي الاشتراكي ترشيح النائب بلال عبدالله عن المقعد الأول في شحيم. أما المقعد الثاني، فبات مدار بحثٍ بين القوى حول هوية المرشح الذي سيمنح اللائحة توازناً طائفياً ومناطقياً وانتخابياً في آن واحد.

المداولات تدور حول ثلاثة أسماء رئيسية:

الوزير والنائب السابق علاء الدين ترو، الذي يحظى بإجماعٍ واسع في برجا ويُعتبر من الشخصيات ذات الحيثية الوازنة في الشوف وإقليم الخروب.

المحامي سعد الدين الخطيب، الذي برز في انتخابات 2022، وتنامى حضوره السياسي والاجتماعي، وهو مقرّب من "الاشتراكي" وله تقاطعات مع "المستقبل" وعدد من القوى المحلية.

وفي حال قرر "تيار المستقبل" الانخراط المباشر، يُطرح اسم أحمد الجنّون، المقرب من الأمين العام للتيار أحمد الحريري، كأحد أبرز الأسماء القادرة على خوض المعركة بغطاءٍ حزبي رسمي.

برجا مركز الثقل

الكتلة الناخبة في برجا، التي تتجاوز الـ17 ألف ناخب، تشكّل بيضة القبان في هذه المعركة، إذ تقترع بنحو 8500 صوت فعلي، ما يجعلها العامل المرجّح لأي لائحة.
وفي حال تبنى "الاشتراكي – القوات" مرشحاً برجاوياً يحظى بإجماع محلي، فإن فرص الفوز بالمقعد السني الثاني ستتعزّز بشكل كبير، خصوصاً أن الأصوات التفضيلية من برجا قادرة على تأمين حاصل انتخابي مستقل.

الجماعة الإسلامية... بين الحياد والتحالف

في المقابل، تستعد الجماعة الإسلامية لإعلان مرشحها في الإقليم، إلا أنّ تحالفها مع "الاشتراكي" يبدو مستبعداً حتى الآن. وتشير مصادر متابعة إلى أن الجماعة تدرس خياراتها بين لائحة تغييرية مستقلة أو خوض المعركة ضمن تحالفٍ ثالث يهدف إلى كسر الثنائية التقليدية في الشوف.

الاحتمالات مفتوحة

بين حسابات التحالفات وموازين الأصوات، يبقى "المستقبل" حجر الأساس في المعادلة. فإذا قرر المشاركة الرسمية، فإن ترشيح أحمد الجنّون من برجا سيعيد خلط الأوراق ويمنح التيار قدرة على التأثير المباشر في النتائج، خصوصاً إذا جُيّرت له أصوات الإقليم بشكل منسّق وواضح.

أما في حال بقي "المستقبل" خارج المنافسة المباشرة، فقد تتجه الأمور نحو ترشيح شخصية مستقلة تتقاطع حولها القوى الحليفة لـ"الاشتراكي – القوات"، في تكرار لتجربة 2022 ولكن بمعطيات سياسية مختلفة.

خلاصة المشهد

المقعد السني في الشوف لم يعد مجرّد تفصيلٍ انتخابي، بل تحوّل إلى عنوانٍ لمرحلة إعادة ترتيب الاصطفافات في الإقليم.
بين برجا وشحيم، وبين إرث الحريرية السياسية وثقل المختارة، تتبلور ملامح معركة ستكون أحد أهم المؤشرات على شكل التحالفات في استحقاق 2026، وعلى موقع كل طرفٍ في الخريطة الجديدة للتمثيل السني في الجبل.

التحالفات تُرسم بهدوء... لكن المعركة بدأت فعلاً.